الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

(( توقعات على مشارف القصيدة ))


(( توقعات على مشارف القصيدة ))


اسكتوا ..
اسكتوا..
فأني تكلمت
ومثلي حين يتكلم
مثلكم يلتزم الصمت

أني قد ابتدأت في القصيدة
فتوقعوا أن تجيء ألينا
كل الأحلام البعيدة
وتوقعوا أن تذوب الجدران
حولنا حنيناً
وان تقترب الملائكة
نحونا قليلاً

توقعوا أن يهطل في الخارج المطر
وان ينزل للأرض القمر
توقعوا...... توقعوا
أن كل أمراه تسمعني
ستصبح حبلى ... أو مريم العذراء
توقعوا أن كل رجل قد يسمعني
سيصبح عاشقاً ... أو نبياً من الأنبياء
أنها القصيدة تفعل بنا ما تشاء
توقعوا يا سادتي
أن نموت كلنا
وان نبعث إلى دنيا الحبِ أحياء




توقعوا.......... توقعوا
قد يسالني أحدكم ..؟
من أين أجيء بهذا الكلام
ومن أين أجيء بهذا الإحساس
وكيف استنبط النور
في وسط الظلام
وكيف انسج حروفي
من وهج الشمس

سأقول : أنها حبيبتي
.. أنها ملهمتي ..أنها القصيدة
فالقصيدة وحبيبتي
وجهين لعملة ذهبية واحدة
يصكها قلبي
ويصدرها إحساسي
ويتداولها الناس ديوان شعر

أنها قصيدتي ..أنها سفينة نوح
تحمل فوقها من كل أحساس زوجين
أنها المسافرة داخل جسدي
وداخل الروح
والتي ترسو كل مساء
في مرفئ العين

أنها قصيدتي يا سادتي
تسقط من عيني دمع حبر
لتخرج من أحشاء الورقه قمراً
يسطع في سماء الحريه واسمية القصيدة


أنها القصيدة
وما أدراكم ما القصيدة
رحلة بعيدة
أنها العاشقة والعاشق
والورة والعطر
والثائرة والثوار
والميتة والشهيدة
أنها القصيدة ..أنها القصيدة
أنها مرحلة من الإحساس جديدة
ما بين الجنون والجنون
وما بين الإلف و النون
أنها الطريقة الوحيدة
لتوثيق هذ يان الظنون
أنها القصيدة
القوية الشديدة
الصلبه العنيدة

فحاولوا إذا يا سادتي أن تصمتوا
لكي تستطيعوا أن تسمعوا
وان تشاهدوا حورية البحر
تخرج من دمعة عيني

لكي تستطيعوا أن تسمعوا
همسة حب خبئتها ما بين نفسي وبيني






فلا شيء يستدعي الغرابة
أني رجل يعشق القصيدة
فحين تصبح حبيبتك
مجموعة حبر وورق
ويصبح إحساسك فحم ويحترق

لا شيء يستدعي للغرابة
حين تلبسك القصيدة ثياب الفرح
وتنتشلك من مدن العتمة والكآبة
حينها يا سادتي ستعرفون معني الكتابة

حين تحملك القصيدة في تابوت
ودون أي صوت
تأخذك إلى نزهة سريعة في جهنم
ثم تعود بك حياً
من مدن الموت

حينها تعرفون يا سادتي معنى الكتابة
حين تصبح شاعراً
تقضي جميع حياتك في منجم الابجدية
تحفر في الابرة والدبوس
عن حرف جديد
تحفر عنه في الابرة والدبوس
حين يكون مطلوب منك
أن تغوص
داخل إحساسك لتصل لكل النفوس
حينها ستعرفون يا سادتي
مدى الصعوبة في كتابة القصيدة
توقعوا ...توقعوا...




بقلم \ محمد حمدالله ابوزيد

0 التعليقات:

إرسال تعليق