افتتاحية
"
"
ُولدتْ قْبلَ دقيقةْ
مازَال حبلُها السريُ متصلاً بآخر حرفْ
"
"
( موعدٌ مع الاحتراق )
"
"
كان المقعدُ وحيداَ مثلي
يجلسُ في مكانه المُعتاد
في ذاكَ المساء
كنا نحتسي فنجانَ الانتظارْ
لموعِدها المستحيل
ومن البعيد
رأيتُها تعبرُ الطريقَ نحوي
"
"
جاءت
جاءت وبحقِ ما تبقى لدي َمن عُمرِ جاءت
سماء بكل ما فيها من نجوم ٍو أقمارٍ وملائكةٍ وشياطين جاءت
بحرٌ بكل ِ ما فيه من أسماكٍ وصدفٍ ومحارٍ وسفنٍ جاءت
صيفاً وشتاءاً وخريفاً وربيعاً معاً جاءت
وَصلتْ
"
"
بيني وبينها اقلُ من همسه ٍوأبعدُ مِنْ لمسه
أجلسي
فهذا المقعدُ مُنتِظرٌ منذ ُ الأزل موعدنَا المحُتَملْ
جَلستْ جلستُ
"
"
بدأتُ أتحسسُ قلبي هل مازالَ في مكانِه
هي تسألُ عن الحال .!؟
أردتُ أن أجيبَها بعمر ِألف سنة ٍمِنْ ما تعدُون
لكنني أجبتُها بتلقائيِة الشوق
بخير - مادمتُ قد رأيتٌكِ بخيرْ
"
"
ضحكَ فَمُها الجُوري بِطعمْ السكر بلونِ دمي
فكم أنا ممتلئٌ بكِ - فارغ ٌ من نسيانك
شاهقُ الشوق ِ إليكِ- ضيّقٌ على بُعْدِك
ومضَى الوقتُ أسرعَ مما تخيلتْ
"
"
مَدّ الياسمينُ يدَهُ مدّ الحزنُ يَديِ
صافَحتُها ومَضتْ
وفي ثوان ٍفي صمتِ المكان
بقيتُ واقفاً أتصبّبُ عرقا
سَقطتْ يدي التي بها صافحت
سقطت الأخرى
سقط َ وجهي
سقطْتُ أنا رماداً محترقا
/
/
/ بقلم : محمد حمدالله ابوزيد 17- 10 - 2011